بارك الله فيكم
Date: Sat, 28 Mar 2015 04:08:00 +0200
Subject: bonfion.com رجولة هذه السيدة - فهمي هويدي
From: mfw1000@gmail.com
To: mfw1000@gmail.com
صحيفة السبيل الأردنيه السبت 8 جمادى الآخر 1436 – 28 مارس 2015
رجولة هذه السيدة - فهمي هويدي
http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2015/03/blog-post_28.html
أرشح هذه المرأة لأن تكون سيدة العام في مصر.
صحيح أنه تم تكريمها في مناسبة عيد الأم باعتبارها واحدة من الأمهات المثاليات، وذلك شيء جيد لا ريب، إلا أنني أزعم بأنها تستحق مكافأة أكبر وتقديرا من نوع خاص.
ذلك أنها لم تكن أما مثالية فحسب، ولكنها قدمت نموذجا نادرا ومدهشا في التضخية والكفاح، يتجاوز بكثير أي حدود يمكن تخيلها من امرأة وأم بل من أي إنسان عادي في زماننا.
ورغم أننا لا نعرف تفصيلات رحلة حياتها فإن القدر الذي تناقلته وسائل الإعلام المصرية عن قصتها مبهر إلى حد يصعب تصديقه، كما يصعب تكراره.
هي صيصة أبو دوح البالغة من العمر ٦٥ عاما، أمية لا تقرأ ولا تكتب، وتعيش في محيط محافظة الأقصر بأقصى صعيد مصر. مات عنها زوجها وهي حامل في شهرها السادس.
أشقاؤها لم يكن بمقدورهم أن يساعدوها ولم يحتملوها بسبب الفقر.
وحين وجدوا أنها أصبحت عالة عليهم حاولوا تزويجها لكي يتخففوا من عبئها. لكنها رفضت أن تعاشر رجلا غير زوجها الذي مات،
وكانت حجتها في ذلك أن المرأة «الأصيلة» لا تتزوج بعد وفاة زوجها.
هي الفقيرة الأمية نسيت عوزها ولم تبال بغموض مستقبلها، وتصرفت كصعيدية مسكونة بالأنفة والكبرياء ومتمسكة بتقاليد بنات الأصول في محيطها.
من ثم فإنها قررت وهي بنت العشرين عاما أن تواصل مسيرتها وتخوض غمار الحياة وحدها، وان تدافع عن وليدها وحدها.
شجعها على ذلك أنها أنجبت بنتا (سمتها هدى)، الأمر الذي ضاعف من إصرارها على رعايتها وحمايتها حتى ترى فيها حلما لم تحققه لنفسها.
كان متعذرا على الأرملة الشابة أن تشق طريقها في الحياة وحيدة، في مجتمع يعتبر الرجل سيدا يسعى وراء الرزق والمرأة عورة مكانها في البيت
وإذ وجدت أنها لكي تعيش وتربي ابنتها فلابد أن تعمل، وأدركت أن باب الرزق الشريف موصد أمامها لأن سوق العمل مقصور على الرجال، فإنها قررت أن تصبح رجلا.
قامت بعملية استشهادية، طوت بها صفحة المرأة وقمعت الأنوثة وحولت تاريخها إلى سر كبير لا يعرفه سوى شخص واحد في العالم، هو ابنتها هدى.
وحين ودعت عالم الأنوثة فإنها حلقت شعرها وخشنت من صوتها، وارتدت عمامة الصعايدة وثيابهم والخف الذي ينتعلونه، واختفت من المحيط الذي يعرفها، لتظهر بعد ذلك في سوق العمل بالقرى المجاورة باسم آخر وبهيئة جديدة.
لسنا نعرف الكثير عن تفصيلات رحلتها بعدما ألقت بنفسها في السوق دون أن تملك شيئا يؤهلها للاشتغال في أي مهنة. حتى القراءة والكتابة جهلتها.
لم تكن تملك سوى صلابة الصعايدة وكبرياء وعفة بنات الأصول.
لم يكن يعينها سوى أن تعثر على أي عمل شريف يعينها على تربية ابنتها.
وإذ تنقلت بين عدة قرى سعيا وراء الرزق، ومارست كل الأعمال التي يقوم بها الرجال، فإنها وجدت عملا ثابتا في مصنع للطوب والبناء،
ظلت تداوم فيه مع زملائها العمال طوال ٢٥ عاما، كما انها اشتغلت في جمع المحاصيل،
وحين تشققت يداها جراء الأعمال الخشنة وأصبح جسمها أضعف من ان يحتمل الأعمال الشاقة، فإنها قررت أن تعمل ماسح أحذية، وهي مهنة لم تكن تتطلب منها أكثر من أن تجلس على الأرض أو فوق صندوق خشبي لكي تتولي تلميع الأحذية للراغبين.
في رحلة الرجولة والشقاء التي لم يتوقف فيها النضال اليومي، التي استمرت طيلة ٤٣ عاما، لم تعرف صيصة الفرح إلا مرة واحدة، حين زوجت ابنتها، وأقامت فيه فرحا رقصت فيه بعدما تذكرت أنها أنثى لم تحلم لنفسها يوما،
لكنها حين زوجت ابنتها اعتبرت انها حققت حلم حياتها الوحيد.
ذلك أنها تخلت عن أحلامها الشخصية وتوحدت مع ابنتها منذ صارت رجلا.
تكرر الفرح حين أنجبت البنت وصار لها أحفاد تحتضنهم ويعيدون إليها مشاعر الدفء والحنان التي نسيتها.
إلا أن الأقدار شاءت ألا تستمر فرحتها طويلا. إذ أصيب زوج ابنتها بالسل الرئوي الذي أقعده عن العمل.
وكان عليها أن تواصل كفاحها لكي تعول زوج ابنتها الذي أعجزه المرض مع ابنتها وأطفالها الأربعة. وهي المغامرة التي خاضتها ببسالة نادرة.
حين وقع عليها الاختيار ضمن الأمهات المثاليات، فإنها جاءت من الصعيد مرتدية ثياب الرجال التي لم تظهر بغيرها طوال العقود الأربعة الماضية.
وظهرت في الصور وهي تتسلم شهادة تقديرها من رئيس الجمهورية وقد ارتدت العمامة والجلباب وتلفعت بشال الصعايدة الاقحاح.
وحين سئلت عما ستفعل بالمكافأة التي قدمت لها (٥٠ ألف جنيه) قالت بتلقائية مدهشة ونكران نادر للذات انها ستخصصها لعلاج زوج ابنتها المريض. وان ابنتها وزوجها أولى بها.
لا أخفي شعورا بالتقدير والدهشة البالغة إزاء النموذج الذي قدمته صيصة أبو دوح.
لذلك تمنيت لو أنها منحت معاشا استثنائيا يمكنها من تربية أحفادها، ولو تكفلت إحدى الجهات بعلاج زوج ابنتها المريض بالسل،
وأكرر أنها ليست أما مثالية فحسب، وإنما هي أيضا نموذج فريد وملهم يضعها ضمن العظماء المجهولين، الذين يعيشون بيننا ولكنهم بنبل تضحياتهم ينتمون إلى كوكب آخر. وعالم أسطوري للكفاح والعطاء ما عدنا نعرفه.
.........................
--
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
مجموعة أحمد شلبى لتعلم اللغة الفرنسية وتبادل الرسائل: للأطلاع اضغط على التالى
http://www.ahmed-chalabi.com
للأشتراك في الجروب: أرسل رسالة فارغة على العنوان التالى من بريدك
ahmed-chalabi+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك في الجروب: أرسل رسالة فارغة على العنوان التالى من بريدك
ahmed-chalabi+unsubscribe@googlegroups.com
بعدها ستصل رسالة للتأكيد على الإلغاء يرجى فتحها والضغط على الرابط الأول للتأكيد على إلغاء الاشتراك
وللراغبين فى احتراف اللغة الفرنسية فى وقت قياسى سواء كان
لسيدات المجتمع لتعليم أبنائهم اللغة الفرنسية او للهجرة او للسفر او لمنح وبرامج
TCF
يرجى الاتصال بـ أحمد شلبى استاذ اللغة الفرنسية
01118744488
---
تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة "رابطة أحمد شلبى للمصريين والعرب" في مجموعات Google.
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل الإلكترونية منها، أرسل رسالة إلكترونية إلى ahmed-chalabi+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/d/optout.
No comments:
Post a Comment