للدكتور فاضل السامرائي
صبار شكور ( الجزء الأول )
** قال تعالى في سورة الشورى "وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ 32 إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ 33"
ما علاقة الفاصلة بصدر الآية؟ وما دلالة استعمال الصيغتين وما الفارق بينهما؟ ولماذا قدمت صفة (صبار) على صفة (الشكور)؟
ج ـ صبّار: الصبر إما أن يكون على طاعة الله، أو على ما بصيب الإنسان من الشدائد. فالصلاة تحتاج إلى صبر وكذلك سائر العبادات كالجهاد والصوم. والشدائد تحتاج للصبر أيضا.
أما الشكر فإنه إما أن يكون على النعم "وَاشْكُرُوا نِعْمَة اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون" النحل ـ114 ، أو على النجاة من الشّدّة "لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ" يونس ـ22 فالشكر إذن يكون على ما يصيب الإنسان من النِّعَم، أو فيما يُنجيه الله تعالى من الشِّدّة والكرب.
والآن نعود للسؤال لماذا قدّم الصبر على الشكر؟ ولننظر في الآيات التي وردت قبل الآية موضع السؤال وبعدها في سورة الشورى. قال تعالى في الآيات التي قبلها"وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ 28"
والآية فيها قنوط أولاً ثم إنزال الغيث، والأول (القنوط) يحتاج إلى صبر، والثاني (إنزال الغيث) يحتاج إلى الشكر لأن إنزال الغيث هو رحمة تحتاج إلى الشكر، أما القنوط فكان عند حبس المطر، وهو أمر يحتاج إلى الصبر.
أما في الآية التي بعدها فقد قال تعالى "وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34)" يوبقهن أي يهلكهن
وهذه الآيات فيها أمران أيضاً الأول وهو أن عدم جريان السفن (فيظللن رواكد على ظهر)، وهذا أمر يحتاج إلى الصبر والثاني إهلاكهن (أو يوبقهن) وهو من المصائب .
و(يوبقهن) لها احتمالان :
ـ احتمال إرادة إهلاك من فيها، على المجاز المرسل ، فأطلق المحل وأراد الحالّ ، فقال (السفن)، والمُراد: من فيها، وهذا ما يُسمّى بالمجاز المُرسل وعلاقته محلية .
ـ أو احتمال إرادة البضائع التي فيها .
فهذه مصيبة سواء كانت في الأموال (أي السفن نفسها والبضائع) أو في الأنفس (من في السفن) وكلمة يوبقهن تحتمل الإهلاك في النفس وفي المال وكلاهما يحتاج إلى صبر ، فإذا أصيب الإنسان في المال احتاج إلى صبر على الشدة، أو إذا أصيب في النفس احتاج أيضا إلى صبر .
أما قوله تعالى (ويعفو عن كثير) فهي تحتاج إلى شكر.
إذن ما تقدّم الآية موضع السؤال وما جاء بعدها كله يحتاج لصبر وشكر، والصبر تقدّم على الشكر فيهما ـ ما قبلها وما بعدها ـ وعليه فإن نهاية الآية (صبّار شكور) جاءت واضحة ومتلائمة مع السياق .
إضافة إلى هذا فإنه إذا نظرنا في القرآن كله نجد أنه تعالى إذا كان السياق في تهديد البحر يستعمل الصفتين (صبّار + شكور)، وإذا كان في غيره يستعمل الشكر فقط .
ففي سورة لقمان مثلاً قال تعالى في سياق تهديد البحر: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31) وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32)" وفي سورة الشورى: "(إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33)"
أما في سورة الروم فقد قال تعالى: "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)" فجاء بالشكر فقط وكذلك في سورة النحل: "وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14)"
وفي سورة فاطر: "َمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 12"
وفي سورة يونس: "هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ 22" وفي سورة الجاثية: "اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 12".
وهناك أمر آخر وهو أن كلمة صبّار لم تأت وحدها في القرآن كله وإنما تأتي دائماً مع كلمة شكور وهذا لأن الدين نصفه صبر ونصفه الآخر شكر كما في قوله تعالى في سورة ابراهيم: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ 5" وفي سورة سبأ: "فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ 19"
والآن نسأل لماذا استعمل صيغة صبّار على وزن (فعّال) وهذا السؤال يدخل في باب صيغ المبالغة وهو موضوع واسع لكننا نوجزه هنا فيما يخصّ السؤال .
Date: Tue, 3 Mar 2015 23:46:14 +0300
Subject: {GRP} Urdu Islamic Books directly download links 114-121
From: mirzaehtesham1950@gmail.com
To: global-right-path@googlegroups.com
Urdu Books Links 114-121
# | Book Title / Link |
114
| حسن خاتمہ اسکے وسائل و علامات نیز سوء خاتمہ پر تنبیہ (ڈاکڑ عبد اللہ بن محمد المطلق) Husney Khatema uskey Wasayel wa alaamat versus Suu-e-khatema par tanbih http://d1.islamhouse.com/data/ur/ih_books/single/ur_conclusion_and_means_of_good_and_markings.pdf
|
115 | زکوٰۃ کی کتاب (شیخ عمران ایوب لاہوری) Imran Ayub Lahori-6.3 mb-305 pages http://d1.islamhouse.com/data/ur/ih_books/single/ur_Zakat_Ki_Kitab.pdf |
116 | غم نہ کریں (ڈاکڑ عائض بن عبد اللہ القرنی ) Gham na Karein (Dr. Ayez Bin Abdullah Qarni) 11.6 mb-480 pages
|
117 | اسلام کی عمارت کو ڈھا دینے والے دس امور نواقض اسلام Islam Ki Imaarat ko dha denay waley dus amoor-Nawaqiz Islam) By Sh Muhammd bin Abdul Wahab) http://ahlehadith.files.wordpress.com/2010/07/islam-ki-imaarat-ko-dha-dana-wala-amoor.pdf
|
118 | تجلیات نبوت (شیخ صفی الرحمن مبارکپوری ) Tajaliyat-e-Nubuwat (By-Sk. Safi Ur Rahman Mubarakpuri)34 mb-400 pages http://d1.islamhouse.com/data/ur/ih_books/single/ur_Tajalliyate_Nabuwat_update_file.pdf
|
Old 57 | الرحیق المختوم (سیرت نگاری کے عالمی مقابلے میں اول آنے والی عربی کتاب کا اردو ترجمہ) ترجمہ و تصنیف شیخ صفی الرحمن مبارکپوری Raheeq Al-Makhtoom (Ar-Raheeq Al-Mukhtum) (Award winning Seerah Book ) (By-Sk. Safi Ur Rahman Mubarakpuri)25 mb-653 pages http://ahlehadith.files.wordpress.com/2010/07/raheeq-al-makhtoom.pdf
|
119 | پیارے نبی (صلی اللہ علیہ وسلم) کی پیاری زندگی Piyare Nabi ki Piyari Zindagi (By-Irfan Jameel)6.6 mb- 63 pages http://d1.islamhouse.com/data/ur/ih_books/single/ur_Piyare_Nabi_sallalahu_alihe_wasllam.pdf |
120 | حجیت حدیث (شیخ صفی الرحمن مبارکپوری ) Hujeat-e-Hadith (Safi Ur Rahman Mubarak Pur)i-0.6mb-35 pages http://d1.islamhouse.com/data/ur/ih_books/ur_hojeet_hadheeth.pdf
|
فقہ السنہ شیخ محمد عاصم
121-Fiqh-us-Sunnah (Shaikh Mohammed Asim AlHaddad) MB pages
Mirza Ehteshamuddin Ahmed--
For more information: http://global-right-path.net16.net
Facebook: irshad2000ca
http://www.facebook.com/irshad2000ca
Twitter: @GlobalRightPath
https://twitter.com/GlobalRightPath
Linkedin: noor.e.islaam@gmail.com
Google+: noor.e.islaam@gmail.com
Global Anthem - Change Our World, My Love for Humanity, A True Love
http://youtu.be/iGLviBqk6W8
.
You received this message because you are subscribed to the Google
Groups "Global-Right-Path" group
---
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Global-Right-Path" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to global-right-path+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to global-right-path@googlegroups.com.
Visit this group at http://groups.google.com/group/global-right-path.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/global-right-path/CAD5UdBhNf8xtcsSj8GzBHyT5p5O44XxmEDQi1iUgojJGMERuCw%40mail.gmail.com.
For more options, visit https://groups.google.com/d/optout.
No comments:
Post a Comment