- السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هل هذه القصه حقيقيه؟
سيدنا عيسى عليه السلام وصاحب الرغيف الثالث
خرج عيسى عليه السلام يسيح في الأرض، فصحبه يهودي وكان معه رغيفان ومع عيسى رغيف. فقال له عيسى:" تشاركني في طعامك؟ " قال اليهودي: "نعم."
فلما علم اليهودي أن ليس مع عيسى إلا رغيف واحد ندم، ولما قام عيسى عليه السلام ليصلي ذهب اليهودي وأكل رغيفاً، فلما أتم عيسى- عليه السلام- الصلاة قدما طعامهما، فقال عيسى لصاحبه:"أين الرغيف الآخر؟ " فقال اليهودي: "ما كان معي إلا رغيفاً واحداً." فأكل عيسى رغيفاً وصاحبه رغيفاً.
ثم انطلق نبي الله عيسى عليه السلام وصاحبه فجاءا إلى شجرة، فقال عيسى لصاحبه: لو أنّا بتنا تحت هذه الشجرة حتى نصبح، فقال: "افعل." فباتا ثم أصبحا منطلقين فلقيا أعمى فقال له عيسى: "أرأيت إن أنا عالجتك حتى يرد الله بصرك فهل تشكره؟ " قال الرجل: "نعم." فمس بصره ودعا الله له فأبصر. فقال عيسى لليهودي: "بالذي أراك الأعمى يبصر أما كان معك من رغيف؟ فقال اليهودي: والله ما كان معي إلا رغيفاً واحداً." فسكت عيسى عنه.
فمرا بظباء ترعى فدعا عيسى عليه السلام ظبياً منها فذبحه، ثم أكلا منه، ثم قال عيسى للظبي: "قم بإذن الله فقام." فقال الرجل: "سبحان الله! " فقال عيسى: "بالذي أراك هذه الآية من أكل الرغيف الثالث؟ " فقال: "ما كان إلا رغيفاً واحداً."
فخرجا حتى أتيا قرية عظيمة خربة، وإذا قريب منهما ثلاثة أحجار كبيرة من ذهب فقال عيسى عليه السلام: "واحدة لي، وواحدة لك، واحدة لصاحب الرغيف الثالث." فقال اليهودي: "أنا صاحب الرغيف الثالث أكلته وأنت تصلي." فقال عيسى:" هي لك كلها"، وفارقه.
فأقام الرجل على الأحجار الذهبية يحرسها، وليس معه ما يحملها عليه، فمر به ثلاثة نفر، فقتلوه وأخذوا الذهب.
فقال اثنان منهم لواحد: "انطلق إلى القرية فائتنا بالطعام."
فقال أحد الباقين: "نقتل هذا إذا جاء ونقسم الذهب بيننا .. ؟ "
قال الآخر:"نعم."
قال الذي ذهب يشترى الطعام: "أجعل في الطعام سماً فأقتلهما وآخذ الذهب وحدي." ففعل ما أملاه عليه شيطانه، فلما عاد بالطعام المسموم أكلاه بعد أن قتلاه فماتا هما أيضاً بجوار الذهب.
فمر عيسى عليه السلام بعد ذلك وعندما رأى الأربعة صرعى عند الذهب أشار إليهم وإلى الذهب قائلاً لمن معه من الحواريين:"هكذا الدنيا تفعل بأهلها فاحذروها !!!ش
رد: هل هذه القصه حقيقيه ؟سيدنا عيسى عليه السلام وصاحب الرغيف الثالث
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه القصة وأمثالها من الإسرائيليات التي تحكي أخبار أهل الكتاب ولم تثبت روايتها عن رسولنا صلى الله عليه وسلم، وحكم هذه الإسرائيليات أنها لا تصدق ولا تكذب لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم. رواه البخاري.
جاء في شرح صحيح البخاري لابن بطال: يعني: فيما ادعوا من الكتاب ومن أخبارهم، مما يمكن أن يكون صدقاً أو كذباً، لإخبار الله تعالى عنهم أنهم بدلوا الكتاب ليشتروا به ثمناً قليلاً، ومن كذب على الله فهو أحرى بالكذب في سائر حديثه. انتهى.
وقال ابن حجر في فتح الباري: ولا تكذبوهم أي إذا كان ما يخبرونكم به محتملاً لئلا يكون في نفس الأمر صدقاً فتكذبوه أو كذباً فتصدقوه فتقعوا في الحرج. انتهى.
ولا شك أن ما حدث في هذه القصة من المحتملات، ويجوز التحديث بها في باب النصح والوعظ دون الجزم بصحتها لقوله صلى الله عليه وسلم: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. رواه البخاري.
جاء في التيسير بشرح الجامع الصغير للمناوي: ولا حرج لا ضيق عليكم في التحديث به إلا أن يعلم أنه كذب أو ولا حرج أن لا تحدثوا، وإذنه هنا لا ينافي نهيه في خبر آخر لأن المأذون فيه التحدث بقصصهم والمنهي عنه العمل بالأحكام لنسخها. انتهى.
والله أعلم.
No comments:
Post a Comment