( موسوعة )
رجال موقعة بدر رضي الله عنهم
الجزء الأول
(أول مائة مقاتل بدري)
إعداد وتأليف
أبو إسلام أحمد بن علي
50- مسعود بن عبد بن سعد بن عامر - 51- سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس
( القسم الثاني )
أنا أعذرك منه يا رسول الله
قالت عائشة رضي الله عنها عندما سمعت بحديث الإفك : فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي ويستشيرهما في فراق أهله قالت فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود فقال أسامة يا رسول الله أهلك ولا نعلم إلا خيرا وأما علي بن أبي طالب فقال يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وإن تسأل الجارية تصدقك الخبر قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك من عائشة فقالت له بريرة والذي بعثك بالحق إن رأيت منها أمرا قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ الأنصاري رضي الله عنه فقال أنا أعذرك منه يا رسول الله إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا بأمرك قالت فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال لسعد بن معاذ كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله ولو كان من رهطك ما أحببت أن يقتل فقام أسيد بن حضير وهو بن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فتثاور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
تفسير ابن كثير
بل هو من أهل الجنة
قال مسلم حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا الحسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) جلس ثابت رضي الله عنه في بيته قال أنا من أهل النار واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ يا أبا عمرو ما شأن ثابت أشتكى فقال سعد رضي الله عنه إنه لجاري وما علمت له بشكوى قال فأتاه سعد رضي الله عنه فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ثابت رضي الله عنه أنزلت هذه الآية ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا من أهل النار فذكر ذلك سعد رضي الله عنه للنبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو من أهل الجنة.
تفسير ابن كثير
حكم سعد بن معاذ في بني قريظة
كانت هذه الطائفة من أهل الكتاب هم بنو قريظة من اليهود في قرية خارج المدينة
غير بعيدة وكان النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة وادعهم وهادنهم فلم يقاتلهم ولم يقاتلوه وهم باقون على دينهم لم يغير عليهم شيئا فلما رأوا يوم الخندق الأحزاب الذين تحزبوا على رسول الله وكثرتهم وقلة المسلمين وظنوا أنهم سيستأصلون الرسول والمؤمنين وساعد على ذلك تدجيل بعض رؤسائهم عليهم نقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم و مالأوا المشركين على قتاله فلما خذل الله المشركين تفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتالهم فحاصرهم في حصنهم فنزلوا على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه فحكم فيهم أن تقتل مقاتليهم وتسبى ذراريهم وتغنم أموالهم فأتم الله لرسوله والمؤمنين المنة وأسبغ عليهم النعمة وأقر أعينهم بخذلان من انخذل من أعدائهم وقتل من قتلوا وأسر من أسروا.
تفسير السعدي
وسلم لو نزل عذاب من السماء لم ينج منه إلا سعد بن معاذ
حدثنا بن حميد قال ثنا سلمة قال :قال بن إسحاق لما نزلت( لولا كتاب من الله سبق ) الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو نزل عذاب من السماء لم ينج منه إلا سعد بن معاذ لقوله يا نبي الله كان الإثخان في القتل أحب إلي من استبقاء الرجال .
تفسير الطبري
فسمعها سعد بن معاذ وكان يعرف لغتهم فقال لليهود عليكم لعنة الله
قال بن عباس كان المسلمون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا على جهة الطلب والرغبة من المراعاة أي التفت إلينا وكان هذا بلسان اليهود سبأ أي اسمع لا سمعت فأغتنموها وقالوا كنا نسبه سرا فالآن نسبه جهرا فكانوا يخاطبون بها النبي صلى الله عليه وسلم ويضحكون فيما بينهم فسمعها سعد بن معاذ وكان يعرف لغتهم فقال لليهود عليكم لعنة الله لئن سمعتها من رجل منكم يقولها للنبي صلى الله عليه وسلم لأضربن عنقه فقالوا أولستم تقولونها فنزلت الآية ونهوا عنها لئلا تقتدى بها اليهود في اللفظ وتقصد المعنى الفاسد .
تفسير القرطبي
أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار
روى بن ماجه عن عبد الله بن الزبير قال أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سعد بن معاذ فقال أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة.
تفسير القرطبي
فكان الإثخان أحب إلي
وروى أبو داود عن عمر قال لما كان يوم بدر وأخذ يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم الفداء أنزل الله عز وجل ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض إلى قوله لمسكم فيما أخذتم من الفداء عذاب عظيم ثم أحل الغنائم وذكر القشيري أن سعد بن معاذ قال يا رسول الله إنه أول وقعة لنا مع المشركين فكان الإثخان أحب إلي والإثخان كثرة القتل عن مجاهد وغيره أي يبالغ في قتل المشركين.
تفسير القرطبي
أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه والله أغير مني
روى أبو داود عن بن عباس أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم البينة أو حد في ظهرك قال يا رسول الله إذا رأى أحدنا رجلا على امرأته يلتمس البينة فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول البينة وإلا حد في ظهرك فقال هلال والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله في أمري ما يبرئ ظهري من الحد فنزلت (والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم) فقرأ حتى بلغ من الصادقين الحديث بكماله وقيل لما نزلت الآية المتقدمة في الذين يرمون المحصنات وتناول ظاهرها الأزواج وغيرهم قال سعد بن معاذ يا رسول الله إن وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي بأربعة والله لأضربنه بالسيف غير مصفح عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه والله أغير مني.
تفسير القرطبي
لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة
لما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذهب الأحزاب رجع إلى المدينة ووضع المسلمون سلاحهم فأتاه جبريل صلى الله عليه وسلم في صورة دحية بن خليفة الكلبي على بغلة عليها قطيفة ديباج فقال له يا محمد إن كنتم قد وضعتم سلاحكم فما وضعت الملائكة سلاحها إن الله يأمرك أن تخرج إلى بني قريظة وإني متقدم إليهم فمزلزل بهم حصونهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي الثامنة مناديا فنادى لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة فتخوف ناس فوت الوقت فصلوا دون بني قريظة وقال آخرون لا نصلي العصر إلا حيث أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن فاتنا الوقت قال فما عنف واحدا من الفريقين وفي هذا من الفقه تصويب المجتهدين وقد مضى بيانه في الأنبياء وكان سعد بن معاذ إذ أصابه السهم دعا ربه فقال اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش فأبقني لها فإنه لا قوم أحب أن أجاهدهم من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه اللهم وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني في بني قريظة وروي بن وهب عن مالك قال بلغني أن سعد بن معاذ مر بعائشة رضي الله عنها ونساء معها في الأطم فارع وعليه درع مقلصة مشمر الكمين و به أثر صفرة وهو يرتجز :
لبث قليلا يدرك الهيجا جمل لا بأس بالموت إذا حان الأجل
تفسير القرطبي
لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس رضي الله عنه قال أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم جبة سندس وكان ينهى عن الحرير فعجب الناس منها فقال والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا.
صحيح البخاري
اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء
أخبرنا حسان بن حسان حدثنا محمد بن طلحة حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه أن عمه غاب عن بدر فقال غبت عن أول قتال النبي صلى الله عليه وسلم لئن أشهدني الله مع النبي صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما أجد فلقي يوم أحد فهزم الناس فقال اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين وأبرأ إليك مما جاء به المشركون فتقدم بسيفه فلقي سعد بن معاذ فقال أين يا سعد إني أجد ريح الجنة دون أحد فمضى فقتل فما عرف حتى عرفته أخته بشامة أو ببنانه و به بضع وثمانون من طعنة وضربة ورمية بسهم.
صحيح البخاري
قوموا إلى سيدكم
حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد قال سمعت أبا أمامة قال سمعت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد فأتى على حمار فلما دنا من المسجد قال للأنصار قوموا إلى سيدكم أو خيركم فقال هؤلاء نزلوا على حكمك فقال تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم قال قضيت بحكم الله وربما قال بحكم الملك.
صحيح البخاري
رمي سعد بن معاذ في أكحله
حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير عن جابر ح وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن أبي الزبير عن جابر قال رمي سعد بن معاذ في أكحله قال فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بيده بمشقص ثم ورمت فحسمه الثانية.
صحيح مسلم
لا ولكن الملائكة تحمله
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني بأصبهان أن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية أخبرتهم قراءة عليها وهم يسمعون أبنا محمد بن عبد الله بن ريذة أبنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري أبنا عبد الرزاق أبنا معمر عن قتادة عن أنس قال لما حملت جنازة سعد بن معاذ فقال المنافقون ما أخف جنازته لحكمه الذي حكم في بني قريظة فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا ولكن الملائكة تحمله إسناده صحيح.
الأحاديث المختارة
--
㋡ஐزي العســــــل ㋡ஐ
▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄
No comments:
Post a Comment