بين شكر النعم وكفرها
نحن نعيش في نعم عظيمة ما حصلت عليها امة من الأمم التي قبلنا ولكننا غافلون عن شكرها وعن ذكرها ولا يوجد كلام ابلغ ولا أبين في النعم التي تغمرنا من قوله تعالى ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) اذا كنا لا نستطيع حصرها وعدها فكيف نشكرها ( وما بكم من نعمة فمن الله ) بل إن رجلا عبد الله خمس مائة سنه فخير أن يدخل الجنة برحمة الله وبعمله فاختار عملة فوضعت عبادة خمس مائة سنة في كفة ونعمة البصر في كفة فلم تفي عبادة هذه السنين الطويلة بنعمة البصر )
و سنة الله في هذه الحياة أن النعم إذا شكرت زادت وإذا كفرت بادت وان بقيت فهي استدراج ونحن في نعم لا تعد ولا تحصى ظاهرة و باطنة لم تحصل عليها امة من الأمم قبلنا والنعمة بدون إيمان يطلق عليها نعمة بفتح النون وإسكان العين لأنه استدراج ( أيحسبون إنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بلا يشعرون ) والنعمة مع الإيمان يطلق عليها نعمة بكسر العين وقد ضرب الله لنا ثلاثة أمثلة حسية في كتابه القرية الآمنة المطمئنة التي يأتيها رزقها رغدا من كل مكان ) الناس يصنعون ونحن نركب الناس ينسجون ونحن نلبس الناس يزرعون ونحن نأكل ) يأتيها رزقها رغدا فماذا حصل كفرت بأنعم الله فإذا قها الله لباسين لباس الجوع ولباس الخوف ) ومن المؤسف حقا إننا نرى بوادر النقم ظهرت ونتوهم بأنه ليس عندنا شيء بلينا بفتنة الدين من زيغ القلوب والتثاقل عن الصلوات وقطيعة الأرحام وعقوق الوالدين واكل الحرام والسرقات وشرب الخمور وضرب المعازف ويتوهم البعض بأنه على خير العمل وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم بل إذا ذكر بالله قال الناس فيهم خير قال الحسن لا يأمن النفاق إلا منافق ولا يخافه إلا مؤمن والمثال الثاني قرية سبأ أعطاهم الله نعم في مقر إقامتهم وأسفارهم إما مقر إقامتهم فجنتان وأما أسفارهم فلا يجدون مشقة
أعطاهم الله ثلاث نعم الأولى كانوا مجتمعين والثانية كانوا في أسفارهم لا يحملون الطعام و الثالثة كانوا في امن ( سيروا فيها ليالي وأياما امنين )
وصف الله حالهم فقال ( جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم وشكروا له ) المطلوب شكر النعم ولكنهم كما قال الله ( فاعرضوا ) فبدل الله الجنتين المثمرتين بجنتين غير مثمره
وبدل رغد العيش جوعا
وبدل اجتماعهم إلى افتراق فمزقهم كل ممزق )
وبدل الأمن إلى خوف ولكنهم لم يشكروا فأرسل عليهم سيل العرم وكثير من الناس ينسب هذه الأمور إلى الطبيعة وينسى الله
ونحن نعيش في هذه الأزمنة أفضل مما كان عليه أهل سبأ فجمع الله لنا رغد العيش والأمن والاجتماع بل نسافر فلا نحمل طعام ولا فراش ولا ثياب ولا نجد مشقة السفر ولا نحمل هم السكن بل نجد كل ما نطلبه بأرخص الأثمان ولكن كثير منا من يحصل على هذا النعم ويتمتع بها فلا يشكرها والمثال الثالث قبيلة هود
كانوا يبنون بكل ريع إيه يعبثون
و يتخذون مصانع لعلهم يخلدون
وإذا بطشوا بطشوا جبارين
لم يخلق الله مثلها في البلاد امة تفوقت عمرانيا و صناعيا وعسكريا وعلميا وكانوا مستبصرين والنتيجة لما نصحهم هود عليه السلام وذكرهم بنعم الله عليهم فكان جوابهم
سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين فأهلكهم الله بريح صرصر عاتية ومن رأى حالنا يرى بوادر النقم قد ظهرت ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب تعالوا نستعرض بعض هذه النعم التي لا نجد تعبيرا عن عظمة هذه النعم التي تغمر كل واحد منا أبين ولا ابلغ من قولة تعالى : ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) لا نستطيع العد والحصر فكيف نستطيع شكرها
1- و أعظم النعم نعمة الإسلام و لذلك قالوا رؤوس النعم أربع نعمة الإسلام التي لا تتم نعمة إلا بها وهي تحقق للإنسان السعادة في الدنيا والآخرة وبدون هذه النعمة يشقى الإنسان ولو ملك الدنيا كلها .
1- نعمة العافية فلا تطيب الحياة بدون العافية نعمة الصحة يقوم المرء ويقعد ويذهب ويأتي ويسرح ويمرح فإذا جاءه المرض ضاقت عليه الأرض بما رحبت وانحبس في زاوية ولو خرج مع الناس في نزهة وهو مريض الناي يضحكون وهو يعاني من الألم فلا يجد لذة الخروج والنزهة بسبب المرض .
2- نعمة الأمن فهو نعمة عظيمة وإذا وجد الإيمان وجد الأمن ومن أعظم النعم التي تسعى الأمم إلى تحقيقها بشتى الوسائل لكي يكون الإنسان فيها أمنا على نفسه وماله وعرضه بل إن نبي الله إبراهيم سال الله الأمن قبل الرزق كما في سورة البقرة ( رب اجعل هذا بلدا أمنا وارزق أهله من الثمرات من امن منهم ) وفي سنن الترمذي وحسنة الألباني عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الأنصاري عن أبيه مرفوعا ( من أصبح منكم أمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ) وزاد البخاري في الأدب المفرد ( حيزت له الدنيا بحذفيرها
هذا الحديث له مفهومان :
الأول إن من تحققت له الصحة والأمن فلو لم يملك إلا قوت يوم فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها .
والثاني إن من لم تتحقق له الصحة والأمن فلو حاز على الدنيا كلها فلا قيمة لها .
3- نعمة الغنى فلا يتم العيش إلا بها وإذا نظرنا إلى حالنا وحال النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يربط على بطنه الحجر من الجوع وخرج عليه الصلاة من بيته جائعا حتى استضافه احد الصحابة ودخل بيت عائشة فوجد كسرة ملقاة على الأرض فمسحها واكلها وقال يا عائشة أحسني جوار نعم الله فإنها ما نفرت من قوم فعادت إليهم ) سنن ابن ماجة ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) الآية . قال بعض السلف : جمع الله الطب كله في نصف آية : ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ) . وقال الإمام أحمد : حدثنا بهز ، حدثنا همام ، عن قتادة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا ، في غير مخيلة ولا سرف ، فإن الله يحب أن يرى نعمته على عبده .
4- نعمة اللباس نعمة عظيمة ( يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد) واللباس له ثلاث فوائد ستر العورة التجمل به واخذ الزينة ويقيك من الحر والبرد و لللباس أحكام شرعية فجعل للرجال لباس له ضوابط شرعية فليس لنا ان نلبس كيفما شئنا بل للرجال لباس يختص بكيفيته ونوعيته و للمرأة لباس فيختص بكيفيته ونوعيته وقد بين رسول الله ما يجوز منه وما لا يجوز وما يستحب وما يستحب ولا يجوز لأحد منهما أن يتشبه بالآخر بل ورد وعن أبي هريرة قال : لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل يلبس لبسة المرأة ولعن المرأة تلبس لبسة الرجل . رواه أبو داود ) : ولفظ الجامع الصغير : لعن الله الرجل . . إلخ . رواه أبو داود والحاكم عن أبي هريرة
آما كيفية لبس الرجل فاكتفي بملخص أحكام الإزار الخمسة ازرة المؤمن إلى إنصاف ساقيه يرخص له إلى الكعبين من لا ينظر إلى إلى من جرة ثوبة خيلاء وأما من تعاهد ازارة ونزل عن الكعبين بدون قصد فلا إثم عليه والخامس ما أسفل من الكعبين في النار
أما أنواع اللباس فثلاثة :
الأول لبس المباهاة و الفخر فحرام
الثاني لباس الزينة و التجمل فجائز و مشروع
الثالث لباس الشهرة عن ابن عمر قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة ) . رواه أبو داود واو يعلى .
أما لباس المرأة فالنبي صلى الله عليه وسلّم قال: « من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة » . فقالت أم سلمة فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: «يرخينه شبراً» . قالت إذن تنكشف أقدامهن . قال : «يرخينه ذراعاً ولا يزدن عليه) رواه الترمذي والنسائي عن ابن عمر .
ومع الأسف الشديد لقد قلب الأمر عند الطرفين فالرجل أصبح يطيل ثوبه والمرأة تلبس القصير من الثياب وخالفن المنهج القويم ووقعن في الوعيد الشديد ((صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها)) . رواه مسلم وهن على ثلاث صفات يلبسن ثياب تستر بعض البدن و يكشفن البعض الآخر أو يلبسن لباس شفاف او يلبسن لباس قصير
ومن هنا اخبر نبينا (شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم , الذين يطلبون ألوان الطعام و ألوان الثياب , يتشدقون بالكلام ) وعن فاطمة قال الألباني في " السلسلة الصحيحة حسن 4 / 513
وروى الطبراني وغيره عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون في الكلام، فألائك شرار أمتي) .
5- نعمة المساكن ( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا ) النحل آية 80 . وهذه المساكن نعمة عظيمة يحصن الإنسان بها نفسه وماله وأهله وهذه المساكن جمع الله فيها أنواع الراحة فالمياه العذبة تتفجر من جدرانها حارة و باردة وتدخل الغرف فيها فتضغط على الأزرار فتضيء لك الكهرباء مكيفة حارة وبارده ومؤثثة بالفرش الوثيرة منها ما تجلس عليه وكلها نعم تحتاج إلى شكر وقد بين لنا رسول الله كيف يكون بيت المسلم فبين إنها تعمر بذكر الله وبالصلاة وبالقران وبطاعة الله فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ((مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل : الحي و الميت)) مسلم . و حديث جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله : " إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته ، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً " رواه مسلم وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه : أن رسول الله قال : " صلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة " رواه البخاري ي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" لا تجعلوا بيوتكم مقابر , إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة " رواه مسلم .
حديث روي عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه كان يقول : " إن البيت ليتسع على أهله ،وتحضره الملائكة ، وتهجره الشياطين ، ويكثر خيره :أن يقرأ فيه القرآن .وإن البيت ليضيق على أهله وتهجره الملائكة ، وتحضره الشياطين ، ويقل خيره :ألا يقرأ فيه القرآن " .الحديث رواه الدارمي في سننه من كتاب فضائل القرآن باب فضل من قرأ القرآن ، والحديث إسناده صحيح .
وان الرجل إذا دخل بيته فذكر الله تنحى عنه الشيطان قال الإمام النووي وروينا عن جابر بن عبد اللّه - رضي اللّه عنهما - ، قال : سمعت النبيّ -صلى اللّه عليه وسلم - يقول : « إذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ -تَعالى- عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعامِهِ قالَ الشِّيْطانُ : لا مَبِيتَ لَكُمْ وَلا عَشاءَ ؛ وَ إذا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ - تَعالى - عنْدَ دُخُولِه ، قالَ الشَّيْطانُ(4) : أدْرَكْتُمُ المَبِيتَ ؛ وَإذا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ - تَعالى - عِنْدَ طَعامِهِ قالَ : أدْرَكْتُمُ المَبِيتَ والعَشَاء » رواه مسلم .
وعن ابن مسعود قال إن شيطان المسلم يلقى شيطان الكافر فيرى شيطان المؤمن شاحبا أغبر مهزولا فيقول له شيطان الكافر ويحك مالك هلكت فيقول شيطان المؤمن لا والله ما أصل معه إلى شيء إذا طعم ذكر اسم الله وإذا شرب ذكر اسم الله وإذا دخل بيته ذكر اسم الله فيقول الآخر لكنى آكل من طعامه وأشرب من شرابه وأنام على فراشه فهذا سمين وهذا مهزول . رواه الطبراني موقوفا ورجاله رجال الصحيح .
و لذلك الشياطين تبحث عن بيوت لا يذكر الله فيها و لذلك ينبغي أن تعمر بيوت المسلمين بالذكر والصلاة والقران و تجنب المعاصي
وقد اخبر نبينا انم الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة أو كلبا ففي الحديث ( إنا معشر الملائكة لا ندخل بيتا فيه صورة أو كلب ) ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اقتنى كلبا ليس بكلب صيد أو ماشية نقص كل يوم من عمله قيراطا ) رواه البخاري .
ومن المؤسف حقا انك ترى كثير من بيوت المسلمين اليوم قد ملئت بالمنكرات وخلت من القران والذكر والصلاة و أصبح الكثير منها أوكارا للمعاصي وصبت عليها الدشوش عادات الكفار وتقاليدهم وامتلأت بالصور والأغاني حتى أصبحت مأوي للشياطين وترتب على ذلك أن فسدت الأسر والمجتمع بسبب كثرة المنكرات وأصبح الكثير يشكوا من أذى الشياطين في نفسه وأهله وماله وكثر المس والأمراض النفسية في المجتمع ولو صلحت البيوت لصلح المجتمع وإذا فسدت البيوت فسد المجتمع .
7- نعمة وسائل النقل كان الناس في السابق يمشون على إقدامهم وكانوا يركبون البهائم ثم تطور بنا الحال اليوم إن أصبحنا نركب السيارات والطيارات والسفن وأصبحت هذه الوسائل الحديثة تقطع ما يقطعه الأولون في شهر أو أشهر تقطعه بوقت يسير الناس اليوم يركبون هذه المراكب المريحة وكأنه جالس في بيته فتقطع به مئات الكيلوات فلا يذكر الله إذا ركب ولا يسمي ولا يحمد الله إذا بلغ مكانه الذي يقصد بل تحمله الطائرات فوق البحار والمحيطات ما كان ليقطعها إلا بشق الأنفس وتراه حينما ينزل من هذه المراكب ينزل ساهيا لاهيا لا يشكر الله ولذلك لما لم يشكر الناس ربهم حينما سخر لهم هذه المراكب انقلبت هذه الآلات إلى وسائل قتل لعدم شكرها وتصور رجل يعطي غلام صغير حدث سيارة لا يعي ولا يدرك خطورتها و سلمة هذه الإله ليعيث في الأرض فسادا وليقتل بها نفسه أو يقتل بها الناس وقد تعطى هذه المراكب بعض كبار السن من الأولاد لكنه سفيه في عقله فهو يقودها برجله لا بعقله يتهور في قيادته ويعرض نفسه وغيرة للخطر فلا يراعي حقوق الآخرين نعم يرسلها الله إلى أقوام قل الذاكرون والشاكرون لها
8- نعمة وسائل الاتصال كان الناس في السابق يتلقون الأخبار عبر البريد ويتلقون الأخبار عمن سافر عنهم وغاب وفارقهم عن طريق الرسائل وتمكث شهور وكانوا قبل سنين لا يكاد يوجد في القبيلة إلا قارئ واحد حتى تحسن الحال اليوم فجاءت هذه الوسائل الحديثة فجاء أولا التلفون ثم زادت النعمة فجاءت الجولات تحمله معك أينما كنت والى أي مكان تسمع وترى من تريد تسال عنه في أي وقت ولو كان في أقاصي الأرض لكن لم يشكر الناس ربهم على هذه الوسائل فمنهم من أذى عباد الله بالمعازف في بيوت الله ومنهم من سلم الفتيان والفتيات فحصل منهم مآسي ومنهم من افسد نساء المسلمين ( ملعون من افسد امرأة على زوجها ) رواه الطبراني .
9- ومن النعم هذه الساعات والتقاويم تعرف بها الأوقات تصور لو كنت نائما لا تدري اقرب الفجر أولا وخصوصا أيام الغيم يقول احد العلماء كنا نصلي الفجر قبل هذه الوسائل ونعيدها عشر مرات
هذه النعمة نحن قد لا نشعر بقيمتها فهي تضبط لنا أوقات الصلوات ونضبط بها أوقات العمل فيسهل علينا أمور الدنيا والدين .
ختاما نحن نتقلب في نعم عظيمة ولكننا غافلون عن شكرها وذكرها وقد وعد الله الشاكرين فقال ( وسنجزي الشاكرين ) ووعد من بدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب ولذلك عليك بدعاء شكر النعم من قال حين يُصبح : اللهم ما أَصْبَح بي من نعمة أو بأحدٍ مِنْ خلقك ؛ فمنك وحدك ، لا شريك لك ، فلك الحمد ، و لك الشكر؛ إلا أدى شُكْر ذلك اليوم " وفي رواية أخرى بزيادة : " ومن قال مثل ذلك حين يُمسي ؛ فقد أدى شُكْر ليلته " .
و الحديث أخرجه : أبو داود برقم (5073) .
كتاب المواعظ
للكاتب عبد الرحمن اليحيا التركي
No comments:
Post a Comment